قصة حب من 1/8

الفصل الأول
كانت قاعدة بتدور بعيونها بين زباين المطعم مستنياه ييجي بعد ما رتبت الكلام كذا مره والنهاردة جت عشان تقوله يسرع جوازهم لانها خلاص ممبقلهاش مأوى غيره
سرحت في الماضي يوم موت والدها
وبعد شهور من الحداد والدتها علي والدها اتقدملها عشان يتجوزها
سيد هشام صاحب المصنع اللي كان بيشتغل فيه والدها اعجب بيها لما كانت بتروح تاخد مستحقات جوزهت وقبلت والدتها العرض عشانها متطلعه لمستقبل احسن
لا تنكر انها عاشت تتفاخر بزوج والدتها بين رفيقاتها
كان رجلا حنونا طيب القلب عكس والدها الذي لا تتذكر سوا صفعاته لوالدتها وبكائها ونظرة الأزدراء التي كان يلقيها كلما وقعت عيناه عليهم ومع مرور السنوات توفت والدتها منذ ستة أشهر بعد وعكة صحيه شديده
لتعيش مع زوج والدتها ترعاه ولكن منذ شهرا ټوفي هو الأخر بحاډث سيارة لم يكن للسيد هشام الا أبنا يعمل طبيبا ولكن قضي سنوات عمره بأمريكا مع والدته الامريكيه
يأتي كل عام اسبوعا ليس اكثر لرؤيه والده ثم يعود من حيث اتي
حتي بعد الډفن والعزاء عاد لأمريكا ليهاتفها منذ يومين يخبرها أنه سيبيع المنزل والمصنع
كل شئ له وماهي الا فتاه رعاها والده وحان وقت ان تعرف من هي
فهي الفتاه التي انتقلت من عالم بسيط لعالم راقي ولامع
ومع حزنها أبتسمت بعدما وجدت من أغرقها بحبه يتقدم منها ببطئ
رغم انها كانت خطبه عاديه لم تنشئ من قصة حب مبهره
اعجبتها وسامته ورقيه ومستقبله حيث يعد شريك مع صديق له بشركه هندسيه مال ووسامه وعائله هذا ما تتمناه اي فتاه بعمرها في رجل احلامها
فتعلقت عيناها بأمل ان يكون ما يريده نفس ما تريده ويزيل عنها الحرج فكيف ستطلب منه أن يسرع بأمر الزواج فقد تأجل زواجهم بسبب مرض والدتها ثم ۏفاتها
ففركت يداها بتوتر ثم حدقت بعيناه
لا أتكلم انت الاول يامازن شكل الموضوع اللي عايزني فيه اهم
وانتظرت أن يبدء حديثه وداخلها امالا كثيره ولكن الامل تحول سريعا الي ألم وكسر
انا أسف يازينه بس انا وانتي مننفعش لبعض مش حابب أظلمك معايا
كلماته ترددت بأذنيها وهي تسمعه كالبلهاء تخبر نفسها أنها بكابوس وستستيقظ منه
مننفعش لبعض اظلمك معايا عبارات نطقها عقلها وقلبها معا
وتابع وهو ينظر اليها يكمل باقي حديثه الذي رتبه قبل ان يأتي
انا عارف انه صعب عليكي بس طريقنا مع بعض مشواره انتهي
وتنهد بعد ان زفر انفاسه ببطئ
انتي تستاهلي حد افضل مني
عيناها كانت محدقه به بجمود لتبتلع غصتها بصعوبه تتمني ان لا يكون كل ما سمعته صحيح
مازن انت بتهزر معايا صح عايز تختبر حبي ليك مازن متهزرش ارجوك
فطأطأ رأسه نحو دبلته ليسحبها من أصبعه متمتما
كل شئ قسمه ونصيب يازينه
وقف بشموخ علي المنصه يلقي كلمته علي الطلاب في حفل التخرج السنوي في الجامعه الخاصه التي يعد فيها مالك لبعض الأسهم ولأنه رمز يفتخر به كان هو ضيف شرف الحفل
فخرجين مقبلين علي حياة جديده لابد ان يروا مثال يحتذوا به ومن لا يكون غير فريد الصاوي الرجل ذو الخامسه والثلاثون الرجل الذي حصل علي الشهاده الجامعيه في الثامنه والعشرين من عمره
كان مجرد شاب يعمل بناء يقف علي الخشب يدقه ويربط حديد الاعمده ببعضه
والده داهمه المړض پقسوه وهو في عامه الثاني بالثانويه فلم يكملها كان حلمه أن يصبح ضابط شرطه ولكن الواجب قد أتي كونه الأبن الأكبر
ليترك مدرسته وحلمه ويتحمل عبئ حياه أكبر من طاقته لم يكن يهوي يوما صنعة البناء حتي انه كان دوما يخبر والده حينما يكبر سيجعله يترك ذلك العمل الشاق وسيتكفل بكل شئ خاص بعائلته ولن يجعله يعمل وسيعيشه حياه كريمه
ولكن كل شئ أتي كما لم يتمني يوما عمل بتلك الصنعه بعد مرض والده فهي مصدر رزقهم الوحيد ذلك العمل هو من أوصله ليصبح الأن رجلا يتصدر أسمه الصحف ويملك المال بكثره
وبعد عامان من المړض ټوفي والده ليبدء صموده وكفاحه بعزم وهو يري نظرات والدته له بأنه قد أصبح رجل البيت لها ولأشقائه
وانتهت كلمته كما انتهت الذكريات
حملت حقيبتي ملابسها بصعوبه بعد أن جمعت جميع متعلقاتها لتهبط الدرج وهي تطالع جدران المنزل الذي قضت فيه سنون من عمرها فيه تشعر بالدفئ والحب
لينظر لها المحامي الذي كان ينتظر بالأسفل
انا أسف يابنتي بس ده مال يوسف بيه وهو مكلفني ان أبيع كل حاجه هنا واحوله
الفلوس للأسف هو الوريث الشرعي للسيد هشام
كانت تعلم حقيقة ما تسمعه لتبتسم بشحوب
عارفه ياأستاذ فهمي
فطالعها الرجل بأشفاق منتظرا خروجها من المنزل
وقفت لنصف ساعه امام باب الفيلا الصغيره التي كانت تقطنها مع والدتها والسيد هشام قبل ان يتحول كل شئ لماضي تنظر للطريق من حين لأخر تنتظر سيارة صديقتها فقد اخبرتها بحاجتها للأقامه معها حتي تتدبر أمرها بأستئجار شقه صغيره من المال الذي بحوزتها في المصرف لم يكن المبلغ كبير ولكن سيكفيها لما هي مقبله عليه
ومع انتظارها سقطت دموعها فلم تعد تحتمل تلك الذكري الأليمه التي هدمت روحها منذ اسبوع وتخلي مازن
وأنتبهت لرنين هاتفها لتهتف بلهفه
انتي فين ياندي
لتجيبها الاخري بهدوء وهي تنظر للجالس جانبها يداعب كفها الاخر
معلش يا زينه مش هقدر اجيلك أصل حصلتلي ظروف والدنيا عندي مش تمام
وقبل أن تكمل حديثها قاطعتها زينة بفهم
مافيش مشكله انا هعرف اتصرف ابقي طمنيني عليكي
لتغلق معها بدموع حبيسة مشيرة بيدها لسيارة أجرة مارة علي الطريق
زفرت ندي أنفاسها براحه بعدما أنهت كذبتها علي رفيقتها فأبتسم مازن اليها وهو يحتوي كفيها بين كفيه
مالك ياحببتي
فحدقت به ندي بتشويش وطأطأت رأسها أرضا
احنا اللي عملناه ده صح ولا غلط
فأقترب منها مازن أكثر حتي تلاصقت اجسادهم
احنا غلطنا في ايه ياحببتي انا بحبك وانتي بتحبيني ايه الغلط ف ده
فتعلقت عيناها به وهي عابسة
انا كده سرقتك منها يامازن
ندي انا بحبك انتي زينة كانت مرحلة وانتهت من حياتي انا من ساعه ما شوفتك وانا بلوم نفسي اني مقبلتكيش قبلها
وبدء يبثها مشاعره يخبرها للمرة التي لا تحصي بأنه أحبها منذ اول لقاء جمعهم ولكنه كان
نظرت الي المائدة المعده بأشهي الأطعمه والخادمه تضع طبق يلي الأخر لا تعلم لما اليوم الحنين أخذها الي حياة الفقر وقلة الحيله
وفاقت من شرودها علي صوت الخادمه تسألها بأدب
كل حاجه كده تمام ياحجه
فألتفت اليها أمينه ببشاشة
بتقولي حاجه ياروحيه
أبيه فريد وصل وفارس معاه ياماما
وحشتيني وحشتيني اوي ياست الكل
وحشتني ياحبيبي مش هسيبك تسافر تاني سامع
ووكظته علي ظهره بخفه ودموعها تتساقط فأولادها هم عالمها الصغير الذي لا تريد شيئا غيره
تعالي يالمضه عمرك ماهتكبري
عناق وحب وشوق ودعوات فمن يراهم لا يري الا عائله حقيقيه
أثمرها الصبر والرضي
الفور ومازحها بلطف لا يظهره الا معها
حتي في الفرح بټعيطي ياست الكل
فتقدم فارس منهم وهو مازال يعانق شقيقته الصغري
علي فكره انا اللي كنت مسافر
بعد قضائها لأيام في إحدي الفنادق تبكي علي حالها جاهدت حزنها وضمد چراحها وقررت ان تبحث عن شقه تستأجرها وبعدها تبحث عن وظيفه وفي طريقها حملتها أقدامها لأحد الأماكن التي كانت تلتقي فيها معه لتقف أمام المطعم تنظر للداخل ودموعها تتساقط وألتفت تكمل سيرها فوجدت مازن يهبط من سيارته هو وشريكه
كان أنيق كعادته رائحة عطره تسبق خطواته ونظارته السوداء تعطيه هالة من الوقار
لينتبه مازن اليها بعدما دفعه صديقه برفق منبها له بوجودها ثم سبقه لداخل المطعم يرسم علي شفتيه أبتسامه مصطعنه
أزيك يازينه
فهتفت علي الفور بنبرة منكسرة
مش كويسه يامازن
فتنهد وهو يطالعها
سمعت ان ابن السيد هشام باع كل حاجه وبقي شريك في مستشفي لسا بتتبني
فأبتلعت لعابها ورفعت عيناها نحوه كالضائعه
مازن انت سبتني ليه هو الحب ممكن يضيع بسهوله كده
فأشاح عيناه بعيدا عنها متمتما
انتي
مش مناسبه ليا يازينة حاولي تنسيني وابدأي حياتك
وابتعد عنها ليدلف للمطعم وهو يمسح علي وجهه
فألتفت تسلط عيناها نحوه والطعنات تدمي قلبها
ارتشف فريد من فنجان قهوته ببطئ وهو يستمع لحماس شقيقه
بعد أن رأي بعض صور المشفي التي أصبحت قيد الانشاء
مش مصدق نفسي يافريد ان حلمي بدء يتحقق
فأبتسم فريد بعدما استرخي في جلسته علي مقعده
كل حقيقه بدأت بحلم
فلمعت عين فارس من السعاده واقترب من شقيقه يجلس جانبه يربت علي فخذه بأمتنان
كل اللي انا فيه وهكون فيه بعد فضل ربنا هيكون بفضلك يافريد
ودمعت عيناه ليشير اليه فريد بتحذير
ايه يادكتور انت هتعيط
فتمالك فارس دموعه وابتسم اليه ليصدح رنين هاتف فارس فنظر الي المتصل متمتما لشقيقه
ده يوسف
وانصرف ليتنهد فريد براحه مغمضا عيناه بأسترخاء
خرجت من سيارة الأجرة التي نقلتها لمنزل عمتها هاربة من آلامها ليترجل السائق مخرجا لها حقائبها ثم تناول أجرته لينصرف
وسارت بخطوات شارده نحو المنزل الذي قدم بفعل الزمن وطالعت المكان حولها فهي لم تأتي لبلدة أهل والدها منذ ان ټوفي فأما والدتها هي من كانت تأتي لزيارة عمتها او عمتها من تأتي اليهم
وشهقت بفزع عندما وجدت يد تربت علي كتفها وألتفت بجسدها فوجدت فتاه تحدق بها بتركيز
انتي بتدوري علي حد
ليقفوا لدقائق يطالعون بعضهم بصمت الي أن تمتمت زينه بأشتياق
نجاة انتي مش فكراني
فنظرت لها نجاة بتمعن وهي تتسأل هل حقا من تقف أمامها ابنه خالها التي انقطعت زيارتها منذ زمن
فالتواصل الوحيد الذي كان بينهم الهاتف والزيارات القليله التي كانت تفعلها والدتها من اجل رؤية ابنة شقيقها كانت تذهب مع والدتها حينما كانت صغيره وأنقطع كل شئ بعد ان توفت والدتها
نجاة أنا زينة
فتركت نجاة اكياس الخضار التي بيدها أرضا
ياا يازينه اخيرا شوفتك تاني
فدمعت عين زينة بآلم وربتت علي ظهرها بحنو
القريه وحشتني اوي وانتي كمان يانجاة
فأبتعدت عنها نجاة تنظر لأعين المارة حولهم هاتفه بأحدي السيدات
ديه
وكل من يمر من أجل الذهاب لفلاحة أرضه تخبره عن هويتها بسعاده وجاء احد الصبيه
نساعدك في حاجه ياأبلة نجاة
فأشارت نجاة للصبي بأن يحمل حقائب زينه
ياريت يامحمود ومتخافش مش هقول لحد انك مجتش الدرس امبارح
وتابعت وهي تخبره بتحذير
بس لو عملتها تاني
فحرك الصبي رأسه سريعا نفيا عدم تكرار الامر
وحمل احد الحقائب وعاونه زميله في حمل الأخري
الفصل الثاني
_
رفع عيناه من فوق الأوراق التي يطالعها بتركيز ثم أبتسم علي رؤية ابن عمه
فريد الصاوي لو بطل شغل ېموت
انت قولت أموت الشغل هو الحياه بالنسبه ليا
فجلس أحمد يطالعه ثم ناوله أحد التصميمات الهندسيه
ده المشروع اللي كلفتنا بي الحكومه
فدقق فريد النظر بالتصميم ثم عاد ينظر الي ابن عمه وصديقه
الاشراف الهندسي ليك يا أحمد انت عارف انا ماليش في شغل الرسومات والمسطره والقلم
فلم يتمالك أحمد ضحكاته
فريد الصاوي بيقول كده ده انا بتعلم منك
فأبتسم فريد ثم شرد فحياته رغم انها تسير علي انماط لا يراها البعض مناسبه ولا يصدقها الا انها دوما أحسن أختيار له
لم يكمل تعليمه في وقته كبقية رفقائه ليبدء مسيرة العمل في سن مبكر لا ينكر انه تآلم وهو يري رفقائه يتخرجون من الجامعه ولكن هو كانت الحياه قد علمته الكثير وها هو الأن لديه شهاده جامعيه لم تكن في الهندسه رغم انه يعمل في المقاولات ولكن أصبح تحت ادارته العديد من المهندسين
فأنتبه أحمد لشروده
سرحت في ايه يافريد
فنهض فريد من فوق مقعده وجلس قبالته
خلينا في المشروع الصفقه ديه أنا أخدتها بصعوبه لازم اسم الصاوي ميتهزش في السوق اكفئ المهندسين عندك هما اللي يشتغلوا في المشروع ده
كل ده حصلك يازينه وازاي قدروا يخدعوكي
فسقطت دموعها وهي تتذكر تلك الرساله التي تحتوي علي بعض الصور لمازن وندي وكيف يعانقها
كان عندي امل ان يكون كابوس يا نجاة مقدرتش استحمل افضل في اسكندريه واستني اشوفهم يوم بالصدفه مع بعض مش هستحمل
وتنهدت نجاة بأسي متذكره ما حدث لها
انا اتجوزت واتطلقت بعد سنتين جواز كان متجوزني عشان اخدم
اهله واتهان واقول يابنتي استحملي مش مهم عشان خاطره وبعد ده كله رماني لما احتجت اتعالج عشان الخلفه امه قالتله عليا ارض بور وخساره يدفع فيا فلوس ويعالجني واه رجعت بشنطة هدومي واتنزلت عن كل حقوقي بعد ما اتبهدلت اهانه وكسرت نفس
لم تجد زينه ما تقوله لها فمصابها اهون من مصاپ ابنه عمتها
وسمعوا صوت نحنحه خشنه ليتقدم رجلا كبيرا بالسن منهم يمسك بيده عكازا
اهلا يابنتي
فأبتسمت زينه فور ان وقعت عيناها علي زوج عمتها السيد صالح ووقفت علي اقدامها
انت مش فاكرني ياعم صالح انا زينه
شهران مروا عليها وهي هنا في بيت عمتها تذهب نجاة لعملها بالمدرسه التي تعمل بها اما زوج عمتها يخرج من المنزل ليجلس مع رفقائه علي القهوه يرتشفون الشاي ويلعبون لعبة طاولة الزهر ويثرثرون اما في الماضي او الحاضر الذي قد قل الخير به وقفت تقلب الطعام بشرود ساهية عما حولها لا تفكر الا في الذكريات لتنتفض فزعا بعد ان سمعت صوت نجاة الضاحك بعدما أفزعتها
سرحانه في ايه تاني ياست السرحانه
فألتفت اليها زينة بمعلقتها الخشبيه
نفسي الاقي اجابه لسؤالي يانجاه ليه مازن سابني ازاي كان بيقولي بحبك وخاني عادي باعني في اكتر وقت كنت محتاجاه فيه
متعرفيش الخير فين يازينه ربنا أعلم بحالك لو كنتي اتجوزتيه
بكره وجعك هيطيب صدقيني بس فرفشي كده واطبخلنا بنفس الله يسترك ھموت من الجوع
أنهت نجاة حديثها بمزاح فأبتعدت زينه عنها تمسح دموعها بأكمام عبائتها المنزليه
ديما كده جعانه عمي صالح يجي ونحضر الاكل ونتغدا
فنظرت نجاة لساعه يدها متعجبه من تأخر والدها
عجيبه بابا أتأخر كده ليه
لتسمع صوت سعاله وهو يدلف للمنزل فخرجت من المطبخ وخلفها زينه
أتأخرت كده
ليه يابابا
فجلس صالح علي أحد الأرائك واضعا بيده علي صدره
روحت ازور واحد مريض يابنتي
عاتبته نجاة برفق لعدم اهتمامه بصحته ام زينة وقفت تطالعهم وذهبت للمطبخ تجلب له كأس ماء ومن ثم علاجه الذي يتناوله قبل الغداء فأبتسم صالح بحنو
ربنا يرضي عنك يابنتي
فنهضت نجاة من تحت قدميه بعد ان زالت حذائه عنه
كده ياسي بابا يعني هي ربنا يرضي عنها وانا هوا
وأزاحت زينه بمزاح بعيدا عنه لتضحك زينه علي مزاحها
مستكترة الدعوه فيا يانجاة
ومع مزاحهم الذي أصبح يملئ حياة ذلك العجوز صاح بهم وهو ينهض
ربنا يرضي عنكم انتوا الاتنين واطمن عليكم قبل ما أموت
وعند ذكر المۏت تلاشت ابتسامة نجاة
اوعي تقول كده يابابا انا ليا مين غيرك
فأنسحبت زينه من بينهم فذكر المۏت والفراق اصبح يجثم علي قلبها
فربتت أمينه علي فخذها بمواساه
متزعليش يافوقية مش ديه اللي كنتي فرحانه بيها
فنظرت لها فوقية وهي تلوي شفتيها بأستنكار
كنت عايزه أناسب بنت الحسب والنسب يارتني كنت جوزته لبنت عمته
كانت امينه تسمعها وتتذكر
لتميل فوقية نحوها هامسه
اوعي تغلطي غلطتي يا امينه وتجوزي فريد لواحده كل اللي عايزاه سهر ونوادي وسفر هتاخده منك اه ده اللي أخدته من بنت الوزير
وبعد ساعه من الحديث والثرثرة أنصرفت فوقية لتقترب سلمي من والدتها تكتم صوت ضحكاتها بصعوبه
طنط فوقية ديه مش معقول ولا كأننا عايشين في زمن الستينات
فوكظتها أمينه بذراعها
بنت عيب ديه حماة اختك
فضحكت سلمي وهي تتذكر شقيقتها
الحمدلله ان جوزها جاتله منحه للندن واخدها معاه كانت أتشلت من الحكاوي عن بنت الوزير
فأزاحتها أمينه من جانبها
ابعدي من وشي وسبيني أفكر في اخوكي
فأتسعت عين سلمي واقتربت منها
اوعي تقوليلي انك صدقتي كلام الست ديه حازم ده شخصيه ضعيفه لازم يبقي كده فريد حر في اختيار شريكه حياته
فحدقت بها أمينه بصمت وهي تفكر في حديث فوقية
فطالعه فريد وهو يحرك عيناه بين العمال
زي ما وعدتك بعد ست شهور هتفتتح المستشفي
كانت السعاده جالية علي وجه فارس حلمه بات حقيقه
هيبقي فيها جزء خيري وانا متكفل بكل حاجه تخصه
فأنتبه
فارس لحديث شقيقه ثم أبتسم بفخر
ربنا يزيدك يافريد متقلقش وانا هكون ديما بساعد الغلبان قبل الغني
ألتقطت نجاة الهاتف منها حانقة
طول ما بتشوفي صور خطوبتهم عمرك ما هتنسي
فدمعت عين زينه ونجاة تسحب الهاتف منها
بۏجع قلبي عشان انسي
فزفرت نجاة انفاسها ببطئ
ولا عمرك كده هتنسي يازينه
ووقفت تفكر قليلا لتجعلها تخرج من تلك الحاله فثلاثة اشهر قد مروا وهي كل يوم تختلي بنفسها تتعقب حياتهم وفي النهايه لا تنسي بل ټجرح فؤادها اكثر
ايه رأيك تروحي معايا المسجد يازينه تتابعي معايا دروس الحفظ
بقالك سنه شغاله معاه وخايبه ولا عرفتي تجذبي عينه عليكي حتي أحمد اتجوز
فألتقطت سهر شرائح البطاطس تأكلها رغم الألم الذي جثم علي قلبها بذكر من تحب
ماما كفايه بقي فريد عمره ما فكر فيا غير اني أخته وزي سلمي وايمان وبصراحه انا برضوه بعتبره زي أخويا
فصړخت كاميليا بوجهها بضيق
يعني انا جبتكم وجيت اعيش في القاهره عشان في الأخر تقوليلي زي اخويا
شوفي شهد
فلطمت والدتها وجهها
شهد اختك خليها في مبادئها ورواياتها
فضحكت سهر
كل شئ قسمه ونصيب ياماما ايه يا كاميليا ده انتي طول عمرك عاقله
فضاقت عين كاميليا بقلة حيله من ابنتها لتصرخ پحده
روحي علي اوضتك حړقتي دمي
جلسوا بجانب بعضهم يطالعون العروس التي تعد احدي صديقات نجاة بالمدرسه
كل ما اشوف واحده بتتجوز المواجع بتتقلب عليا
فأبتسمت زينه وهي الاخري تتذكر ذكري خطبتها
مش كلنا أقدارنا زي بعض يانجاة
فطالعتها نجاة بتحديق ثم اڼفجرت شفتيها بأبتسامه واسعه
سبحان الله مين اللي بيقول كده دروس المسجد عملت تأثير
فتنهدت زينه برضي
فعلا انا لاول مره احس اني كنت ضايعه وبعيده عن ربنا شعور جميل اوي بقي جوايا حاسه ان قلبي بيتجبر
فأبتسمت نجاة بسعاده
انا مبسوطه انك بدأتي تفوقي وتنسي
وانتهي العرس الذي جلب لكلا منهما ذكري تريد الهرب منها لتتعلق نجاة بذراع زينه ويسيروا بالطريق يثرثرون
بفكر اقلع الجذمه وامشي حافية القدمين علي رأي كاظم
فلم تتمالك زينه ضحكاتها وضحكت وهي تضع بيدها علي فمها
تعمليها يانجاة
وبالفعل فعلت نجاة ما أخبرتها به واكملوا سيرهم
كان الطريق خالي من المارة والبيوت علي أبعاد متفرقه من بعضها ومن الجهة الأخري الأراضي الزراعيه
أنتعش جسدهم بالهواء وساد الصمت بينهم للحظات الي أن وقفت زينة تتساءل
البيت الكبير ده بتاع مين
فطالعت نجاة المنزل الذي اشارت نحوه وتحاوطه حديقه كبيره بعض الشئ
ده بيت ياستي مقاول كبير اوي اسمه فريد الصاوي وده قصته تتعمل روايه هبقي احكيهالك بعدين
فأنتبهت زينه لحديثها وعادت بالسنين للوراء
القرية أتغيرت اوي
مافيش حاجه بتفضل علي حالها
تنهد بتعب وهو يدلف لشقته ف يري الفوضي تعم المكان
منذ ان تزوج وهو لا يشعر انه دخل للعش الجميل الذي تمناه
اعجبه حسنها ودلالها ولم يفكر للحظه ان كل هذا ماهو الا قشرة خارجيه
علبه من البيتزا ملقاه علي المائده وكأس من المياة الغازيه
فأقترب يحملهم بضيق ناظرا للمطبخ الذي لا يوجد به أي طعام مطهي
فأرتسمت الخيبه علي شفتيه
كنت مستني تسيب النادي وصحابها وترجع تعملك اكل
وتنهد بثقل وهو يخرج هاتفه من جيب سرواله ليدق علي رقمها
انتي فين ياشذا
فأتاه صوتها
عند ماما يا أحمد انا هبات عندها النهارده ياحبيبي
تسطحت سهر بجسدها علي الفراش تغمض عيناها بأرهاق ترقد علي جانبها الايمن فتجد شقيقتها تحمل هاتفها ومندمجه كالعاده مع إحدي الروايات التي تقرأها
افضلي احلمي لحد ما تفوقي علي الواقع والحقيقه لا انتي سندريلا ولا الامير هيجيلك علي الحصان الابيض ولا في سندريلا وامير
قالتها سهر ساخره لتطالعها شهد بعد ان اعتدلت من فوق فراشها
ياساتر علي التشاؤم
فحركت سهر شفتيها بأستنكار
هتفضلي لحد امتي تحلمي
فطرقعت شهد كفوفها ببعضهما
سهر انتي عندك شغل الصبح ياحببتي نامي وسبيني أخد جرعتي
فطالعتها سهر بتهكم لتقذف شهد الوساده عليها متمتمه
مش عارفه انتي بقيتي كده ازاي
وعادت الي